الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن بن سديد الدين يوسف زين الدين علي بن
محمَّد ابن مطهر الحلّي، المعروف بالعلاّمة الحلّي، أحد علماء الإمامية،
ولد في 29 رمضان سنة 647هـ، ونشأ في مدينة الحلّة، درس الفقه وعلوم
العربية على خاله المحقّق الحلّي، وعلى والده يوسف المطهر الحلّي، وأخذ
العلوم العقلية عن الخواجة نصير الدين الطوسي، وغيره من الأعلام.
ظهرت
عليه علامات النبوغ والعبقرية منذ حداثته، فبرع في العلوم العقلية
والنقلية، تقدّم وهو في صباه على العلماء الفحول، وفرغ من تصنيفاته
الحكمية والكلامية، وأخذ في تحرير الفقه قبل أن يكمل السنة الحادية
والعشرين من عمره، وانتهت إليه رئاسة الشيعة الإمامية في المعقول
والمنقول.
كان السبب في تشييع الشاه محمَّد خدا بندا، وذلك بعد مناظرة
بينه وبين بعض علماء العامة، فصارت له عند الشاه منـزلة عظيمة، وحظوة
كبيرة، فكان لا يرضى أن يفارقه في حضر ولا سفر.
شهد له بالعلمية وحدة
ذكائه، وفقاهته العديد من العلماء، قال الحر العاملي: "فاضل، عالـم،
علاّمة العلماء، محقّق، مدقّق، ثقة، فقيه، محدّث، متكلّم ماهر، جليل
القدر، عظيم الشأن، رفيع المنـزلة، لا نظير له في الفنون والعلوم والعقليات
والنقليات، وفضائله وفي سنة أكثر من أن تحصى".
وقال السيِّد محسن الأمين: "هو العلاّمة على الإطلاق، الذي طار ذكر صيته في الآفاق، ولـم يتفق لأحد من علماء الإمامية أن لُقِب بالعلاّمة على الإطلاق غيره".
قال ابن حجر العسقلاني: "عالـم الشيعة وإمامهم ومصنفهم، وكان آية في الذكاء".
ألّف
في جميع العلوم والفنون، منها: منتهى الطلب في تحقيق المذهب، وتلخيص
المرام في معرفة الأحكام، وحاشية التلخيص، وتحرير الأحكام الشرعية على
مذهب الإمامية، ومختلف الشيعة في أحكام الشريعة، وتبصرة المتعلّمين في
أحكام الدّين، ومبادئ الوصول إلى علم الأصول، ونظم البراهين في أصول
الدّين، ونهج المسترشدين في أصول الدّين، وكشف المراد في شرح تجريد
الاعتقاد، ونهج الإيمان في تفسير القرآن، والقواعد والمقاصد، والمقاومات،
واستقصاء الاعتبار في تحرير معاني الأخبار، ومصابيح الأنوار، وخلاصة
الأقوال في معرفة الرجال، وإيضاح الاشتباه في أسماء الرّواة، وكشف اليقين
في فضائل أمير المؤمنين، وغيرها كثير.
*******