جدة / المملكة العربية السعودية
حذر خبراء في الإتصالات الإستراتيجية من " ربيع اعلامي " يهدد امبراطوريات الشركات والمنشآت العملاقة التي ظلت لعقود طويلة بعيدا عن مرمى السهام الاعلامية بسبب قدرة تلك الجهات على ضخ وقود اعلاني ساهم الي حد كبير في الحد من تأثيرات أي أزمات واجهتها تلك الشركات سواء على مستوى اداراتها أو عملياتها التشغيلية.
ورغم وجود أقسام متخصصة لادارة المخاطر في معظم الشركات والقطاعات الاهلية ، إلا أن دور تلك الادارات ظل متعلقا بمراقبة الجوانب المالية بالدرجة الاولى على حد وصف الخبراء دون الاهتمام بالجوانب الاخرى المتعلقة بالمخاطر الخارجية التي تعتبر أزمات على مستوى السمعة وتأثيراتها على قيمة العلامة التجارية لتلك القطاعات.
وقال منصور آل نميس وهو مدير شركة وايت شادو للإتصالات الإستراتيجية أن تعدد وسائل الاتصال الاعلامي والتنافس الكبير بين وسائل الاعلام التقليدي والجديد ، ساهم في احداث موجة تصاعدية من المخاطر على سمعة الشركات وخاصة المساهمة منها ، وهي المطالبة أمام مساهميها بأداء شفاف ينعكس يوميا على أسهم تلك الشركات في حال تعرضها لمخاطر وقتية قد تشكل خطرا حقيقيا ليس على القيمة الاسمية فقط بل وعلى الاصول الخاصة بالمنشأة الواقعة تحت خط الخطر .
وأضاف آل نميس في معرض حديثه ، أن التحول في المناخ الاعلامي ، وخاصة على مستوى الاعلام الجديد ، وقدرته على النفاذ وتشكيل موجة رأي عام ، هو مؤشر خطر للشركات التي لم تختبر بها ادارات المخاطر الا في أطر قانونية ومالية على مستوى العقود والقضايا المرفوعة في الدوائر التجارية .
كما أكد ال نميس أن هناك "ربيع اعلامي" يهدد الشركات التي ظلت بعيدة عن التأثيرات الخارجية ، وعملت لعقود طويلة كعنصر رئيسي في تحريك قراراتها نحو مصالحها الاقتصادية دون النظر لحسابات التنمية أو دورها كشريك في تحقيق الاولويات التنموية ، مدللا بقوله :" قبل سنوات كانت الصحف تنشر وجود حشرة في علبة مياه او وجبة ، وكان الامر يبدو غريبا كحد أقصي .. مضيفا " اليوم نشر نفس الخبر يمكن استخدامه من منافسين وصناعة رأي عام سلبي عبر منصات الاعلام الجديد قد يؤدي لمقاطعة المنتج ، وهو ما يعني أن الاعلان لم يعد سلاحا لادارة الازمات الخارجية كما كانت تفعل الكثير من الشركات عند كل ازمة بضخ حملة اعلانية وتنتهي ".
وبدت ثقافة ما يسمى بـ " الهاشتاق " كواحدة من اكثر أساليب الضغط ، ووضع القطاع الذي يتعرض للضغط تحت موجة حادة من الهجوم ، وهو ما جعل قطاعات أهلية كبرى في العامين الاخيرين تلجأ لفتح حسابات لها في مواقع التواصل الاجتماعي وتخصص فريقا دائما للرد والنقاش كأحد الحلول التي تخفف برأي الخبراء من قوة الازمة لكنها لا تلغيها تماما ، وأن العمل يبدأ من الداخل من خلال تحسين بيئة العمل والاستجابة لقرارات التوطين للوظائف ، وتفعيل الحوكمة داخل الشركات ، وتعزيز مبدأ الادارة الرشيدة في كافة القرارات التي تصدر من الهرم الاداري للشركة.
الشاهد أن في تحذيرات خبراء الإتصالات الإستراتيجية ( العلاقات العامة ) ، هو إدارة الازمات باتت خياراً استراتيجياً بالدرجة الاولى للشركات المساهمة ، وخياراً ضرورياً للشركات الاخرى خاصة تلك التي تمثل انشطتها تماسا مباشرا مع حياة الناس ، كقطاعات التموين والصحة ، مما يعني بحسب رؤية المتابعين للمشهد الاعلامي ، أن علاقة جديدة تتشكل ملامحها بين وسائل الاعلام والكيانات الاستثمارية ، وأن الفرد هو القادر على ترجيح كفة على أخرى ، وسط سياسة مراجعة بدأت تلوح في الافق بين الطرفين .http://wshadow.com/