ابن حزن، أبو محمد، المخزومي، عده الشيخ ممن روى عن الإمام زين
العابدين (عليه السلام) وقال بعض مترجميه إنه أحد أعلام الدنيا، وسيد
التابعين، قال ابن عمر: لو رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا لسرّه
ونعرض بإيجاز لبعض شؤونه:
*******
مكانته العلمية
كان
من أجل علماء عصره، وأكثرهم دراية في علم الحديث قال مكحول: طفت الأرض
كلها في طلب العلم، فما لقيت أعلم من سعيد بن المسيب وقال علي بن المدين: (لا أعلم في التابعين أوسع علماً منه)
وكان من أحفظ الناس لأحكام عمر وأقضيته، وكان عبد الله بن عمر يسأله عن
شأن عمره وأمره وقال فيه الإمام زين العابدين (عليه السلام): سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار، وأفصحهم في زمانه.
*******
تعظيمه للإمام
كان سعيد يبجل الإمام زين العابدين (عليه السلام) ويعظمه، وكان يقول: ما رأيت قط أفضل من علي بن الحسين، وما رأيت قط إلا مقت نفسي.
*******
الاختلاف في وثاقته
واختلف
الرواة في وثاقته فقد ذهب جمهور منهم إلى عدالته، ووثاقته واستندوا في ذلك
إلى ما روي عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) من أنه كان من
ثقات الإمام زين العابدين (عليه السلام) كما استندوا في ذلك إلى تعظيمه
للإمام، وإشادته بفضله، وتقدمه على جميع المسلمين بعلمه وورعه وتقواه مما
يدلل على معرفته الكاملة بالإمام وذهابه إلى إمامته.
أما القادحون له،
فقد استدلوا في ذلك إلى ما روي من امتناعه من الصلاة على جثمان الإمام زين
العابدين بعد وفاته إلا أن هذه الرواية مرسلة كما يقول السيد الخوئي ومما
اتهم به أنه كان أعلم الناس بحديث أبي هريرة وزوج ابنته، وهذا لا يصلح للحط
من شأنه، ويقول الخوئي: إن الصحيح هو التوقف في أمر الرجل لعدم تمامية سند
المدح والقدح... ولقد أجاد المجلسي حيث اقتصر على نقل الخلاف في حال الرجل
من دون ترجيح.
*******