سؤال
السلام عليكم .. أتمنى منكم - يا شيخ - الإجابة على سؤالي وأفيدكم أنه سيترتب على إجابتكم لسؤالي مجهود لسنوات لإبراء ذمتي .. أنا أخ لأربع ذكور وثلاث بنات توفي أبي ونحن قصر وقامت أمي برعايتنا ، ورثنا من أبي راتباً تقاعدياً مقداره 4000 ريال وينقص مع حصول احدنا لوظيفة ، واجتهادا من والدتي أصبحت تجمع لنا من هذا الراتب وكذلك ما يأتينا من أختي المعلمة حتى اجتمع مبلغ تقريبا 200000 في 8 أو 9 سنوات ، وكنا كلنا متنازلين لأمي في قبض الراتب والتصرف فيه ، جاءت المساهمات المالية وأرادت والدتي تنمية المبلغ بزعمها أنه أفضل من وجوده بالبنك من غير فائدة وكانت مترددة وخائفة ، وقمت أنا بحث والدتي على الدخول لما رأيناه من مكاسب فدخلنا مع شركة رزق مع المدعو ( ... ) بمبلغ 100000 ريال ، ولكن أنا من قام بحث والدتي وقد قمت بالتصرف التالي وقولي لوالدتي : أنا كفيل المبلغ إذا حصل شيء . ظنا مني أنه في مأمن ، فقامت والدتي بالمساهمة علما أن هذا المبلغ من راتب والدي التقاعدي الذي لي فيه نصيب ولباقي إخوتي كذلك مما يأتينا من راتب أختي المعلمة ، هل أتحمل أنا المبلغ وكيف أتحمله في حالة الإجابة بنعم علما أني لا أعلم كم حقي في هذا المبلغ من راتب والدي والمبلغ كبير ، وأنا الآن موظف لا أملك المبلغ ولا أستطيع الوفاء به إلا بالادخار لسنتين أو ثلاث أو عن طريق البنك ، علما أني لم أحث والدتي إلا لنيتي في نفع إخواني وأهلي ؟. أرجو إفادتي لأني لا أريد أن أكون من الذين يأكلون في بطونهم نارا وأريد أن أبرأ إلى الله من أكل حقوق اليتامى أو اللعب فيها .
جواب
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. . أنت في هذه الحال وكيل في استثمار المبلغ لأهلك ، والوكيل في الشريعة لا يضمن إلا إذا تعدى و فرط ؛ كأن وضع المال في غير ما وكله رب المال فيه ، أو كان يعرف عدم أمانة مشغل الأموال أو قلتها ، أو عدم خبرته أو قلتها ؛ فهنا يلزمه الضمان ولو لم يلتزمه ، أما إذا تحرى في ذلك أو أخبره عنه من يثق به فأعطاه المال فحصلت الخسارة فلا ضمان على الوكيل ، وذلك لأن يده يد أمانة ، ولا ضمان على أمين ، ولأنه بهذا محسن ، والله يقول : "ما على المحسنين من سبيل" ، وأما التزامك بضمان رأس المال فغير لازم ؛ لأنه من ضمان المجهول الذي لا يدرى أيربح ربحا كثيرا أو يذهب كله ، وربما ضمن معه ربُ المال ما هو أكثر من رأس ماله ؛ فلا يعتبر ضمانك لازما ذمتك . والله أعلم .