كاتبة ايرانية، وشخصية معروفة في الاوساط النسوية والثقافية في ايران،
وهي من المجاهدات اللواتي وقفن ضد النظام البهلوي الذي كان يحكم ايران
ردحاً من الزمن، دافعت عن دور المرأة المسلمة ودعتها الى السمو والعودة
الى ذاتها وفطرتها الالهية.
بدأت نشاطها السياسي قبل انتصار الثورة
الاسلامية في ايران بعشر سنين تقريباً باشتراكها في اضراب المعلمين ضد
الشاه، مما أدى الى ابعادها من محيط التربية والتعليم آنذاك، ثم واصلت
عملها تحت اسم مستعار هو: «طهمين نام»، في حياة تتراوح بين الخفاء والعلن.
كتبت عدة مؤلفات- كانت تصطدم بعد كل واحد منها بمضايقات رسمية، لذلك كانت
الكتب تطبع بصورة سرية او تظل رهينة رحمة الرقيب منها: «هجرة يوسف»
و«قيام موسى» و«الطبقات الاجتماعية في نظر القرآن».
تركت البلاد بعد
تزايد ضغوط نظام الشاه حيث واظبت على القاء المحاضرات للطلبةالمغتربين،
كما ألفت كتابيها: «رسالة حجاب المرأة المسلمة» و«اشراق المرأة المسلمة».
وعادت الى الوطن قبيل هزيمة النظام البهلوي لتضع ديوان شعر باسم «الزوابع
وشقائق شهريور» تحت اسم مستعار زينب بروجردي، الا انها اضطرت للعودة الى
حياة الخفاء بعد انكشاف حقيقة الاسم المستعار.
وبعد انتصار الثورة
الاسلامية في ايران واصلت نشاطها العلمي فألفت كتابها «الجذور
الاستعمارية لخلع الحجاب»، كا اسندت اليها رئاسة تحرير مجلة «راه زينب»،
أي: نهج زينب، وكانت المرأة الوحيدة التي اضطلعت بعبء التدريس في اول
كلية للعلوم الانسانية والتي انشئت علىاساس التعاليم الاسلامية، كما توفرت
لديها امكانية التأليف في جوار التدريس فألفت الكتب التالية: «علم
الجمال» و«البطل في القرآن» و«حكمة الفن الاسلامي». وهي خريجة كلية الفنون
الجميلة، وبالاضافة الى عملها في الجامعة تعد رسالتها للدكتوراه في
العلوم السياسية وهي ام لثلاثة أبناء، وزوجة لرئيس وزراء الحكومة
الاسلامية في ايران السيد ميرحسين الموسوي.
أجرت معها مجلة «العالم
الاسلامي» لقاءاً في عددها 161 الصادر بتأريخ 14 آذار 1987م، 13 رجب
1407هـ،وسألتها عدة أسئلة، نوردها هنا لما فيها من فائدة للقاريء الكريم،
وهي في نفس الوقت تبين قابلية هذه المرأة ومقدرتها على الكتابة.
سؤال: كيف ترين النشاط الثقافي للمرأة الايرانية بعد انتصار الثورة الاسلامية؟
جواب:
لم تكن للنسوة في ايران قبل انتصار الثورةالاسلامية نشاطات ثقافية هادفة
ما عدا القليل منهن فقط، ولكن بعد انتصارها تغير الوضع تماماً، وسرعان ما
تفتحت وردة الجيل الشاب، اذ بدأت تطلعاته الفكرية والمعنوية تنمو في فضاء
نقي، والنسوة الآن لهن نشاطات ثقافية في مجالات عديدة، فمثلاً في مؤسسة
الجهاد من اجل البناء في التعبئة والحرس الثوري، وغيرها من المؤسسات هناك
قطاعات خاصة للنسوة يعملن من خلالها في نطاق الفن والادب ونشر الثقافة
الاسلامية الهادفة.
سؤال: ما هو دور المرأة الايرانية في حياة البلاد منذ انتصار الثورة؟ وما صحة الشائعات عن مشاركتها في الحرب؟
جواب:
الدول الغربية المعادية للجمهورية الاسلامية لكونها تخشى تواجد المرأة
المسلمة في الساحة فانها تسعى الى بث شائعات لا أساس لها من الصحة، وأوكد
هنا بأن المرأة الايرانية المسلمة تشارك بصورة فعالة في التعبئة العامة
للجيش وذلك للدفاع فقط، لأن الاسلام رفع فريضة الجهاد عن النساء،
والاستعدادات القتالية للنساء في ايران تستهدف فقط الدفاع عن المدن في
حالة تعرضها لهجوم مباغت من قبل القوات المعادية، وتجدر الاشارة هنا الى
ان النساء يتواجدن بصورة كبيرة خلف الجبهات لتقديم الدعم المالي اللازم
للمقاتلين.
سؤال: لقد اشرت في كتابك «رسالة حجاب المرأة المسلمة» الى ان الحجاب عقيدة وهدف هل يمكن توضيح ذلك اكثر؟ وكيف كان استقبال القراء له؟
جواب:
ان كتاب «رسالة حجاب المرأة المسلمة» تم طبعه وتوزيعه بأعداد كبيرة قبل
انتصار الثورة الاسلامية بالطبع، وان الشاه المقبور حاول منع نشر وتوزيع
هذا الكتاب، فمع هذا تم توزيعه بصورة مختلفة. واود ان اقول هنا بان الكتاب
قد اعطى نتائج ايجابية في سياق التغيير الفكري والمعنوي للنسوة في ايران
«هذا من فضل ربي» ، اما بالنسبة لانتخاب شخصية مخاطبة في الكتاب المذكور،
ودعوتها الى المعنى الحقيقي للحجاب فانه لم يكن بمسألة عسيرة عندي، ذلك
لان هذه الشخصية لم تكن شخصية فردية عابرة بل المخاطب هي المرأة المسلمة
التي تشعر بمسؤوليتها والتي ولدت في ذلك الكتاب وانتشرت في انحاء ايران
وفي انحاء العالم الاسلامي وعالم المستضعفين.
لقد اشرت في كتابي بأن
الحجاب يجب ان يكون مقبولاً عن طريق المعرفة والوعي الكامل والمحبة في
ابعاد الدين كله، سواء في انظمته السياسية والاقتصادية او قيمه الرفيعة،
عندها يكون الحجاب تجسيداً حياً للدين وللنظام الاسلامي. والمهم هنا ان
تدرك المرأة المسلمة مكانة الحجاب وقيمته، ويجب ان تقبله عن طريق المحبة
واليقين وليس عن طريق الاجبار او التقليد العائلي. بهذه الصورة سيكون
الحجاب لواءً للنضال ضد الظلم والثقافة الاستعمارية، ولواءً للاستقلال
وانموذجاً للحياء والعاطفة. فالحجاب هو مظهر الفطرة الالهية للمرأة، ذلك
انه امر فطري وطبيعي وان الانظمة الاستكبارية التي تريد استقلال المرأة هي
التي تحاول ابعاده عنها، فالمرأة في الحجاب تكون قريبة من الله، من نفسها
وذاتها، لأن الحجاب حديقة العرفان.
سؤال:
يدعي الكثير من الغربيين والمؤيدين لحرية المرأة بأن المرأة اذا لم تحصل
على استقلالها الاقتصادي لا تستطيع نيل حريتها الكاملة، ما رأيك في ذلك؟
جواب:
بالطبع ان الاسلام يعطي المرأة الحق في استقلالها الاقتصادي، وليس في هذا
المجال فقط بل في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية، فهو
يعطيها الشخصية الخاصة بها لتستطيع ان تفكر وتتخذ القرارات اللازمة حسب
ارادتها، ولكن على المرأة في حياتها العائلية ان تستشير زوجها حسبما اوضحه
الحكم الشرعي. اذاً فليس من الصواب القول بأن حرية المرأةترتبط
باستقلالها الاقتصادي، فهل ان المرأة المستقلة اقتصادياً وترزح في الوقت
نفسه تحت وطأة واستغلال الثقافة الرأسمالية الخاوية هي مستقلة وحرة حقاً؟
كلا بالطبع، لأنها مكبلة فكرياً وهل ان المرأة التي لا تجيد التفكير والتي
يتخذ الرجال القرارات نيابة عنها حرة طليقة؟ بالطبع كلا ايضاً. المرأة
الحرة: هي التي عرفت ذاتها وعادت الى فطرتها الالهية، وتواجه الخطط
الاستعمارية وترتدي الحجاب المعبر عن الاخلاق العفيفة، ومنعتقة تماماً من
اقتدار القوىالاستكبارية، فهذه المرأة هي حرة حتى وان لم تنل استقلالها
الاقتصادي بالمعنى المعاصر، ذلك ان الاسلام يحتم على الرجل شرعاً
واخلاقاً الانفاق على المرأة حتى وان كانت المرأة مستقلة اقتصادياً.
سؤال: ما هي وجهة نظرك في الحركات التي تحمل لواء تحرير المرأة في العالم؟
جواب: الحقيقة اني لا ارى ايةحرية واقعية في هذا الصدد، والظاهرة التي اشرت اليها هي ظاهرة غربية محضة.
*******