موضوع: علي بن مهزيار الخميس أغسطس 19, 2010 6:15 am
من ألمع أصحاب الإمام الجواد (عليه السلام)، ومن مشاهير علماء عصره فضلاً وتقوى ونلمح الى بعض شؤونه: اسلامه: كان علي بن مهزيار ينتحل المسيحية، فهداه الله الى الإيمان بالاسلام فأسلم وأخلص في اسلامه كأشدّ مايكون الاخلاص.(1) عبادته: ولم ير مثل علي بن مهزيار في طاعته وتقواه، وبلغ من عبادته انه اذا طلعت الشمس سجد لله فلا يرفع رأسه من السجود حتى يدعو لألف رجل من إخوانه بمثل ما دعا لنفسه، وكان على جبهته مثل ركبة البعير (2) من كثرة السجود. وثاقته في الرواية: أجمع المترجمون له على وثاقته في الرواية فقد قال النجاشي: كان ثقة في روايته لا يطعن عليه(3). ******* مؤلفاته ألّف مجموعة كبيرة من الكتب تدل على سعة علومه ومعارفه، ومن بينه:
1- كتاب الوضوء 2- كتاب الصلاة 3- كتاب الزكاة 4- كتاب الصوم 5- كتاب الحج 6- كتاب الطلاق 7- كتاب الحدود 8- كتاب الديات 9- كتاب التفسير 10- كتاب الفضائل 11- كتاب العتق والتدبير 12- كتاب المكاسب
13- كتاب المثالب 14- كتاب الدعاء 15- كتاب التجمل والمروة 16- كتاب المزار 17- كتاب الردّ على الغلاة 18- كتاب الوصايا 19- كتاب المواريث 20- كتاب الخمس 21- كتاب الشهادات 22- كتاب فضائل المؤمنين وبرّهم 23- كتاب الملاحم
24- كتاب التقية 25- كتاب الصيد والذبائح 26- كتاب الزهد 27- كتاب الاشربة 28- كتاب النذور والايمان والكفارات 29- كتاب الحروف 30- كتاب القائم 31- كتاب البشارات 32- كتاب الانبياء 33- كتاب النوادر 34- رسائل علي بن أسباط(4)
هذه المؤلفات تتنوّع بين فروع الفقه والعقيدة والتفسير والأخلاق على أن معظمها في الفقه الاسلامي وهي تدلّ على أنه كان من كبار الفقهاء في الاسلام. ******* رسائل الإمام الجواد (عليه السلام) إليه: وبعث الإمام الجواد (عليه السلام) الى علي بن مهزيار عدة رسائل تكشف عن شدة صلته بالإمام (عليه السلام) وسموّ منزلته ومكانته عنده، ومن بين هذه الرسائل: أ- «قد وصل اليّ كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وقد ملأتني سروراً، فسرّك الله، وأنا ارجو من الكافي الدافع ان يكفيك كيد كل كائد ان شاء الله تعالى»(5). ودلت هذه الرسالة على قيام علي بن مهزيار بخدمة الإمام (عليه السلام» وقد ملأت قلبه الشريف فرحاً فراح يدعو له بأن يجزل له الله تعالى الأجر والثواب». ب- «قد فهمت ما ذكرت من أمر القمّيين - خلصهم الله وفرّج عنهم- وسررتني بما ذكرت من ذلك، ولم تزل تفعل، سرّك الله بالجنة، ورضي عنك، برضائي عنك، وأنا ارجو من الله العفو والرأفة، وأقول: حسبنا الله ونعم الوكيل»(6) . وهذه الرسالة كشفت عن إنقاذ ابن مهزيار للقميّين من محنة كانوا فيها مما أوجب سرور الإمام ودعائه له بالفوز بالفردوس الاعلى. ج- « فأشخص الى منزلك صيّرك الله الى خير منزل في دنياك وآخرتك»(7). لقد أمره الإمام (عليه السلام) بالشخوص الى منزله بعد ما أدى ما عليه من الخدمة للإمام (عليه السلام). د- «وأسأل الله أن يحفظك من بين يديك، ومن خلفك، وفي كل حالاتك فابشر فإني ارجو ان يدفع الله عنك، واسأل الله ان يجعل لك الخيرة فيما عزم لك به عليه من الشخوص في يوم الأحد، فأخر ذلك الى يوم الاثنين إن شاء الله، صحبك الله في سفرك، وخلفك في اهلك، وأدى عنك أمانتك، وسلمت بقدرته»(. ه - وكتب ابن مهزيار الى الإمام (عليه السلام) يسأله التوسعة عليه وتحليله لما في يده من مال للامام فأجابه (عليه السلام): «وسع الله عليك، ولمن سألت له التوسعة في أهلك وأهل بيتك، ولك ياعلي عندي اكثر من التوسعة، وأنا اسأل الله ان يصحبك بالتوسعة والعافية، ويقدّمك على العافية، ويسترك بالعافية انه سميع الدعاء»(9). وقد أجاز الإمام (عليه السلام) بما طلبه من المال ودعا له بأخلص الدعاء. و- وكتب علي بن مهزيار الى الإمام (عليه السلام) يطلب منه الدعاء له فأجابه (عليه السلام): «وأما ما سألت من الدعاء فانك بعد لست تدري كيف جعلك الله عندي وربما سمّيتك باسمك ونسبك، مع كثرة عنايتي بك ومحبتي لك ومعرفتي بما انت عليه فأدام الله لك افضل ما رزقك من ذلك ورضي عنك، وبلغك افضل نيتك، وأنزلك الفردوس الاعلى برحمته انه سميع الدعاء، حفظك الله وتولاك، ودفع عنك السوء برحمته، وكتبت بخطي»(10) . ز- «يا علي أحسن الله جزاك، وأسكنك جنّته، ومنعك من الخزي في الدنيا والآخرة، وحشرك الله معنا، ياعلي قد بلوتك وخبرتك في النصيحة والطاعة والخدمة والتوقير، والقيام بما يجب عليك، فلو قلت: اني لم أر مثلك لرجوت ان اكون صادقاً، فجزاك الله جنات الفردوس نزلاً، وما خفي عليّ مقامك، ولا خدمتك في الحرّ والبرد، والليل والنهار، فأسأل الله اذا جمع الخلائق للقيامة ان يحبوك برحمة تغتبط انه سميع الدعاء»(11). وهكذا تعطي رسائل الإمام (عليه السلام) لعلي بن مهزيار صورة مشرقة عن سمّو منزلته وعظيم مكانته عند الإمام (عليه السلام) وانه نسخة لا ثاني لها في تقواه وورعه. *******