مولى علي بن يقطين من كبار علماء الأمة الإسلامية، كان وحيد عصره في
تقواه وورعه، تربّى في مدرسة الإمام الكاظم، وأخذ منه العلوم والمعارف، ومن
بعده اختص بولده الإمام الرضا (عليه السلام).
*******
ولادته
كانت ولادته في أيام هشام بن عبد الملك.
*******
نشأته
نشأ
يونس على التقوى والصلاح وتغذى من علوم أهل البيت (عليهم السلام) وكان في
جميع أدوار حياته مثالاً للتكامل الإنساني، قضى حياته في تحصيل العلوم من
منبعها، من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. وقد وردت
في حقه والثناء عليه أخبار كثيرة من الأئمة (عليهم السلام).
روى عبد العزيز المهتدي قال: سألت الإمام الرضا (عليه السلام) فقلت له: إني لا ألقاك فمن آخذ معالم ديني؟
فقال (عليه السلام): خذ عن يونس بن عبد الرحمن.
وقال عنه أيضاً: يونس في زمانه كسلمان في زمانه.
وعن الإمام الجواد (عليه السلام): أنه تصفّح كتاب يونس (يوم وليلة) فردّد قائلاً: رحم الله يونس.
*******
علمه
كان
علاّمة زمانه، كما قال ابن النديم، اعترف له جميع المترجمين بغزارة علمه،
وسعة اطلاعه ويقال أنه انتهى علم الأئمة (عليهم السلام) إلى أربعة نفر وهم:
سلمان الفارسي، وجابر، والسيد، ويونس بن عبد الرحمن.
*******
مؤلفاته
ألّف يونس كتباً كثيرة دلّت على تضلعه في كثير من العلوم، وهذه بعض مؤلفاته:
1ـ كتاب يوم وليلة عـــرض الكتاب عـــلى أبي محـــمد العـــسكري (عليه السلام) فقال: أعـــطاه الله بكل حرف نوراً يوم القيامة.
2ـ كتاب علل الأحداث.
3ـ كتاب الصلاة.
4ـ كتاب الصيام.
5ـ كتاب الزكاة.
6ـ كتاب الوصايا والفرائض.
7ـ كتاب جامع الآثار.
8ـ كتاب البداء.
9ـ كتاب السهو.
10ـ كتاب الأدب والدلالة على الخير.
11ـ كتاب الفرائض.
12ـ كتاب الجامع الكبير في الفقه.
13ـ كتاب التجارات.
14ـ كتاب تفسير القرآن.
15ـ كتاب الحدود.
16ـ كتاب الأدب.
17ـ كتاب المثالب.
18ـ كتاب علل النكاح وتحليل المتعة.
19ـ كتاب نوادر البيع.
20ـ كتاب الرد على الغلاة.
21ـ كتاب ثواب الحج.
22ـ كتاب النكاح.
23ـ كتاب الطلاق.
24ـ كتاب المكاسب.
25ـ كتاب الوضوء.
26ـ كتاب البيوع والمزروعات.
27ـ كتاب اللؤلؤ في الزهد.
28ـ كتاب الإمامة.
29ـ كتاب فضل القرآن.
30ـ كتاب اختلاف الحديث.
31ـ كتاب مسائله عن أبي الحسن موسى.
نظرة سريعة على عناوين هذه الكتب تدل دلالة واضحة على سعة معارفه، وإحاطته بمختف العلوم والفنون.
*******
حسّاده
كل
عبقري صاحب شأن لابدّ له من حسّاد حاقدين ينغّصون عليه عيشه، ويونس بن عبد
الرحمن كان من أولئك الأفذاذ الموهوبين الذين خصّهم الله بمزيد من العلم
والفضل. وقد شكا أمره إلى الإمام الكاظم (عليه السلام) فيما يتهمونه به
فهدّأ الإمام روعه وقال له:
(مـــا يضرّك أن يكون في يـــــدك لؤلؤة، فيقــــول الناس: هي حـــصاة، وما ينفعــــك أن يكون في يدك حصاة فيقول الناس لؤلؤة).
*******
وفاته
اختاره
الله إلى لقائه بعد أن أبلى بلاءً حسناً في الدفاع عن الإسلام والتبشير
بمبدأ أهل البيت (عليهم السلام) وقد توفي في يثرب سنة 208هـ.
ولما وصل
نعيه إلى الإمام الرضا (عليه السلام) قال: انظروا إلى ما ختم الله ليونس
قبضه بالمدينة مجاوراً لرسول الله (صلّى الله عليه وآله).
رحم الله يونس بن عبد الرحمن وجزاه عن الإسلام خير الجزاء، وحشره مع
(الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ
رَفِيقًا).
*******