الجعفي الكوفي، من كبار العلماء، ومن عيون المتقين والصالحين، ومن
أفذاذ عصره، له منزلة مرموقة ومكانة عليا عند أهل البيت (عليهم السلام).
*******
ولادته
ولد بالكوفة في نهاية القرن الأول، في أيام الإمام الباقر.
*******
نشأته
ونشأ
بالكوفة في وقت كان الجو السياسي مضطرباً، وكانت الأحزاب السياسية
والجمعيات الدينية منتشرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وخصوصاً بالكوفة،
فقد كانت مصدر الانطلاق لجميع الأحزاب، ونشأ المفضل في وسط هذا الخضم
الهائل، وقد تغذى بحب أهل البيت (عليهم السلام)، فاتصل بهم اتصالاً وثيقاً.
*******
وثاقته
كان
من عيون الثقات الصالحين، ومن ذوي البصيرة في دينهم والدليل القاطع على
ورعه وكالته عن الإمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام) في قبض أموالهما،
وقبض الحقوق الشرعية الراجعة لهما وصرفها بحسب نظره من إصلاح ذات البين
وإعطائها للفقراء والبائسين، وبلا شك أن هذا التفويض ينم على سمو منزلته
وثقته عندهم (عليهم السلام) قال في حقه الإمام الصادق (عليه السلام): (نعم
العبد والله الذي لا إله إلا هو المفضل بن عمر الجعفي). وقال في حقه أيضاً
الإمام الرضا في تأبينه: (إن المفضل كان أنسي ومستراحي) وأخبار كثيرة تدل
على إيمانه الصادق وورعه واجتهاده في طاعة الله تعالى.
*******
علمه
كان
من كبار العلماء ومن قادة الفكر في عصره، اقتبس العلوم من الإمام الصادق
(عليه السلام) اختص به سنين طويلة، وكان من عيون أصحابه الذين أخذوا العلم
عنه، ويكفي للتدليل على غزارة علمه كتابه القيم (توحيد المفضل) الذي أملاه
عليه الإمام الصادق (عليه السلام). يعد الكتاب من مفاخر التراث الإسلامي
الذي يعتز به، وقد حقق الكتاب صدر الدين العاملي واثنى على المفضل بقوله:
(ومن نظر في حديث المفضل المشهور عن الإمام الصادق (عليه السلام) علم أن
ذلك الخطاب البليغ، والمعاني العجيبة، والألفاظ الغريبة، لا يخاطب الإمام
بها إلا رجلاً عظيماً كثير العلم، ذكي الحس، أهلاً بتحمل الأسرار الرفيعة،
والدقائق البديعة).
اقرّ الإمام الصادق (عليه السلام) بمواهبه العلمية فقد حدث الفيض بن المختار: فما أكاد أشك لاختلافهم في حديثهم حتى أرجع إلى المفضل فيقضي من ذلك ما تستريح إليه نفسي ويطمئن إليه قلبي.
قال له الإمام: أجل هو كذلك وعده الشيخ المفيد من ثقات الفقهاء الصالحين.
*******
مؤلفاته
ألف المفضل عدة كتب مختلفة المواضيع تدل على طول باعه في هذه العلوم وهذه بعضها:
1ـ كتاب (يوم وليلة).
2ـ كتاب (فكر).
3ـ كتاب (بدئ الخلق والحث على الاعتبار).
4ـ كتاب (علل الشرائع).
5ـ كتاب (وصيّة المفضل).
*******
وصيّته للشيعة
أوصى
المفضل جماعة من إخوانه الشيعة بهذه الوصية القيمة الحافلة بأخلاق أهل
البيت (عليهم السلام) وآدابهم وسيرتهم والحقيقة أنها يمكن أن تكون درساً
حافلاً بالقيم والنصائح ومنهاجاً قويماً في الاجتماع والدين والأخلاق لكل
مسلم ومسلمة.
*******