الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
لا شك أن المرء لا تزول قدماه حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وهذا سؤال يؤرق المسلم الذي يقدر الحساب والعقاب حق قدره ، ويتيقن أن هناك آخرة ، والله عز وجل قد أقسم بالوقت لأهميته ..
قال تعالى :
(( وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) )) [ العصر ]
وقال تعالى :
(( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) )) [ الفجر ] ..
وقال تعالى :
(( وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) )) [ الضحى ]
لذلك فإن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، والكيس من استغل هذا الوقت في طاعة الله عز وجل ، أو بما ينفعه في دنياه مما لا معصية فيه
وأنا أنصحك بأن تقسمي وقتك وأن تجربي حظك مع كتابٍ نافع، أو شريط مفيدٍ، قراءةً واستماعاً
أنصتي لتلاوةٍ عطرةٍ من كتاب الله، علَّ آية واحدة تهز كيانك، وتنفذ إلى أعماقك، وتخاطب وجدانك، فيكون معها الهداية والنور، ويذهب معها اليأس والملل ، والشك، والشبهة، والقنوط
طالعي في دواوين السنة
واقرأي كلام الحبيب في رياض الصالحين؛ لتجدي الدواء الناجع والعلم النافع، الذي يحصنك من الزلل، ويحفظك من الخلل، ويشافيك من العلل؛
فدواؤك في الوحي كتاباً وسنةً، وراحتك في الإيمان، وقرة عينك في الصلاة، وسلامة قلبك في الرضا، وهدوء بالك في القناعة، وجمال وجهك في البسمة، وصيانة عرضك في الحجاب، وطمأنينة خاطرك في الذكر ، وتاج وقتك في العبادة
tata