أصدقتكَ الحبَ ولم تصدقِ
|
غدار .. لاترجع إلى معشقي
|
تجتاحني .. كاللافح المحرقِ
|
أو كالظلام الكالح المطبقِ
|
...
|
لبثتَ في خمـري فلم تعتقِ
|
وعُمتَ في فجري فلم تألقِ
|
ونمت في زهري ولم تعبـقِ
|
ودمت في قطري ولم تورقِ
|
ما يصنع الحب لعودٍ شقي
|
ما صاغهُ طقسي ولا أقلما
|
...
|
غدَّارْ .. حتى لو سكنت السما
|
لـخُنْتَ في أقطـارها الأنجما
|
غدَّارْ .. لو لبسـت الضحى
|
وسرتَ في جوفِ السحاباتِ ما
|
غدَّارْ .. لو أنـزلت بين الندا
|
ما كنتَ للأوراق إلاَّ ضَمَـا
|
...
|
غدَّارْ .. ما جئت لكي ترتقي
|
بل جئـت للدنـيا لكي تأثما
|
كالحيَّـة الرقطــاء لم تخلقِ
|
لتنفـث العـطر والبـلسما
|
...
|
غدَّارْ .. بعد اليـوم لن تلتقي
|
هـواك أحلامــي فقد سمما
|
غدَّارْ .. لو أدهقتَ لي دورقي
|
للُحْــتَ لي في قاعها أرقما
|
...
|
ولو رعتـكَ النحل في زنبقي
|
لأخرجتَ لي شهـدَها علقما
|
ولو صباحي لاحَ في مشرقي
|
كنتَ في عيني صباحي عمـا
|
...
|
خبَّــأت لي نفسًا ظلامية
|
سرحتُ فيها عاشـقاً مغرما
|
حسبت فيها الفجـر لكنني
|
وجدت للوحـش بها مجثما
|
...
|
كم صحت في روحك لاتحرقي
|
ما طـرّزَ الحـب ومانـَـمْنا
|
وكان فيك الإثــمُ لايتَّـقي
|
وكان فيك الذنـبُ قد صمَّما
|
...
|
من أي شيئ فيك لم أقلــقِ
|
تكوينــك المرجوح كالزئبقِ
|
أم ورطتـي في طبعك المرهقِ
|
وأي وجهٍ فيـك لم يصـفقِ
|
وظل مثل الفجـرلم يبصـقِ
|
وغير مشتـومٍ ولن يشتـما
|
...
|
لا شيئ قد أبقيت لم تحـرقِ
|
أو قائمـاً ما زال لم يصعـق
|
وأي شيئ فيـك لم تنعــق
|
على حياتي ناعقـاً أسحـما
|
...
|
أتيتني كالبـاذلِ المفتـــدي
|
وفيك روحُ الصـائلِ المعتـدي
|
تـهين كل الطهر في مسجدي
|
وتبصــق الأقداس في معبدي
|
فأرجع إلى الأحراش يا قـنفذي
|
وأخرج من الريش الذي ترتدي
|
ما عدتَ طاؤوسي ولا هدهدي
|
...
|
نفضت كفي لم تُعـد سيدي
|
أخشى ضلالي فيك أن يهتدي
|
رفعت أنفي لم تعد مجهـدي
|
بسوطك الملعـون في مجلدي
|
غسلت طرفي لم تعد إثـمدي
|
بل أنت في عيـني كالمِبـْردِ
|
...
|
منك تعافيت وقد كنـت لي
|
سجىً بحلقي نازلا مخنــقي
|
نزعتها من نابــك الأزرق
|
روحي وقد رشتـه منها دما
|
أرحت نفسي منك يا مقلقي
|
وكنت فيها قيـدها الأدهما
|
نجا وريدي منك يا مشنـقي
|
يـدعو لغيري فيك أن يسلما
|
...
|
أعد وفائي لي أعـد موثقي
|
فلم يعد ما بينــنا مبـرما
|
ياغابـةً للشوك قد زارهــا
|
قلبي بحبي الأخضــر المورقِ
|
سوف أرى قلـبي إذا عادها
|
كما أرى القديس في المفسقِ
|
...
|
غدَّارْ .. بعد اليوم لن نلتقي
|
فقد صنعـت النعش والمأتما
|
وليس عندي خشيـة المشفق
|
إن انتـهي حزناً وأن أندما
|
فلو طرحت التاج في مفرقي
|
ما كنت إلاَّ قاتلي الأعظما
|