اصْمت ... فهذا وقتُ الإنصات

احمد جمال

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اسمعُ دائما عن الحبِ وقصصهِ العابرة والساكنة ، واسمعُ عن ملامحِ العشقِ وكيف يَقتحُمنا بدون استئذان،
واسمعُ عن الاحلام ِالقابَعة في ارجاءِ الكون ِ تنتظر منا الامر لتُنفْذ

اسمعُ الكثيرَ والكثير َعن هؤلاءِ العاشقين
الذين تأكلهم الحيرة ويُنهي حياتهم الانتظار ، ويُغير ملامحَهم الفراق
وحين ينتهي بهم العمر يموتون بلا عَزاء

فلماذا حين احببتُك انتهى كل شيء داخلي .. حيرتي وعبقُ انتظاري ... واستقراري
ماعدتُ انظرُ الى قصصِ العابرين ولا اسمعُ اغاني العاشقين
ولا دندنةَ الراحلين

هل لهذا انا اُنصت لك دون وعي ... تقتحمُني بكل مافيك وتسكنُ مُدني وتحتلُ قلاع احلامي
لتثبتَ للجميعِ ان الحبَ قادرٌ ان يقتحمَنا بلا سبب وبلا اذنٍ وبلا استشارة..!؟

الهذا يطلقون على الحب سارق ٌخفي يطعنك من الخلف ويَستكينُ فيك؟

الهذا يجعلون منا دُمىً عُراة ً لا محل لنا بين القانعين لاننا حين نُحب تنتهي قناعاتنا بالاشياء
ويبدا عزفٌ آخرٌ لم يسبق لاحدٍ ان سمعهُ ..!

الان امنتُ انه...
حين نُحب تتوقف اشارات مرورنا عن تنظيمِ سيرها ... تعمُ داخلُنا الفوضى
نتناثرُ كالنجوم.. نتساقطُ كالنيازك بعد اصطدامها ببعضُها البعض
تلمعُ اعينُنا .. يزيد نبضٌنا عن معدله الطبيعي
ترتفع حرارة اجسادُنا ... مرضى ولسنا مرضى .. ولا شفاء لنا

الان امنتُ انه..

حين يقتحمُك احدهم فانه يغلقُ عليك صندوقاً سحرياً له كلمةُ سرٍ مُشفرة مثل القنوات الفضائية
التي لا تعملُ الا حين تضع شفرتها بحذر

الان امنتُ انه ...

حين تُعلقُ القلائد في رقابِنا ويحملُ كلُ منا اسمٌ من يحب فانه ينتظرُ
خطواتٍ تليها خُطواتٌ اكثرُ.. لبناءٍ وهدمٍ واعمارٍ وبُنيانٍ يعلوه بُنيان
ليستقرُ آمِناً داخلُنا

ففي الحبِ لانعرفُ اسماءً ولا القاباً ننادي بعضُنا البعضُ بذاتِ الاسم
حبيبي... روحي... حياتي... عمري...كوني... عالمي...وجودي...وخلودي

نتحدثُ ذاتُ اللغة ...نتفاوتُ في تقديمِ هدايا الحبِ الروحية

نقدمُ ارواحُنا قُرباناً لمن نهوى لا نُبالي بـ القادمِ منهُ ولكننا ننتظرُ سعادةً اخرى
تلمعُ في عينيه حين نحتويهِ بعمق

نسكن دواخلنا وتُشيّد اعمَارنا ونُدون في تارِيخنا
الاحداث ونُبدل بين الحين والاخر عقارب الساعة

نتمنى منها ان تقف في لحظاتٍ لا تتكرر بذات القوة

ونمضى الى حيث نشاء بـ املٍ جديد نُدوّنه في كل صفحاتِ ذكرياتُنا
ونُعنونه بـ

حين تُحب... اصْمت فهذا وقتُ الإنصات